هكذا تفوقت المملكة المغربية في ترسيخ تفوقها الإقليمي في مواجهة أزمات الجزائر المتفاقمة

منبع الصحراء المغربية جريدة مستقلة شاملةوموقع إلكتروني شامل 24\24

 

 

سماح عقيق

 

برز المغرب خلال السنوات الأخيرة كقوة إقليمية رائدة بفضل استقراره السياسي ونموذجه التنموي الطموح، مما عزز موقعه على المستويين الإقليمي والدولي مقارنة بجيرانه.

 

ويتجلى هذا التفوق في الأداء السياسي والاقتصادي، خاصة عند مقارنة المغرب بالجزائر التي تواجه أزمات داخلية مستمرة وضعفًا في التخطيط الاستراتيجي.

 

ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في عام 1999، حققت المملكة قفزات نوعية في التنمية السياسية والاقتصادية، معتمدة على رؤية استراتيجية طويلة الأمد عززت استقرار البلاد وثقة المستثمرين الدوليين.

 

في المقابل، تشهد الجزائر حالة من عدم الاستقرار السياسي نتيجة تداعيات الحراك الشعبي وتراجع الثقة الشعبية في نظامها العسكري الذي هيمن على الحكم منذ عقود.

 

وفي ملف الصحراء المغربية، أظهر المغرب قدرة دبلوماسية فريدة في إدارة هذا الملف من خلال التأكيد على مبادرة الحكم الذاتي كحل عملي يحظى بتأييد دولي متزايد.

 

في حين يؤكد استمرار الجزائر دعم الطرح الانفصالي دون تحقيق تقدم يُذكر على الساحة الدولية، افتقارها إلى رؤية دبلوماسية قادرة على مواجهة التحولات الإقليمية.

 

ويواصل المغرب جهوده لتنويع اقتصاده بعيدًا عن الاعتماد على القطاعات التقليدية. فقد أصبحت مشاريع الطاقة المتجددة، مثل مجمع “نور”، والاستثمارات في البنية التحتية والصناعات الحديثة، نماذج يُحتذى بها في المنطقة.

 

وعلى النقيض، يعتمد الاقتصاد الجزائري بشكل كبير على عائدات النفط والغاز، مما يجعل البلاد أكثر عرضة لتقلبات الأسواق العالمية، في ظل غياب استراتيجية فعالة لتنويع الاقتصاد.

 

وعلى الصعيد الدولي، نجح المغرب في بناء شبكة علاقات واسعة عززت من مكانته الإقليمية والدولية. العلاقات الوثيقة التي تجمعه مع الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وإسرائيل، بالإضافة إلى عودته إلى الاتحاد الإفريقي، ساعدت في تعزيز موقعه كفاعل رئيسي في القارة. أما الجزائر، فتبدو معزولة داخل دائرة محدودة من التحالفات التقليدية التي تفتقر إلى الديناميكية اللازمة لتعزيز حضورها الدولي.

 

ولقد مكن الاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب، المدعوم بإصلاحات متوازنة، المملكة من التركيز على التنمية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. في المقابل، تُعاني الجزائر من أزمات داخلية مستمرة أثرت على قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة، مع تراجع الحريات وزيادة الضغط الشعبي.

 

وبينما يواصل المغرب تعزيز مكانته الإقليمية والدولية بفضل سياساته الاستراتيجية، يظل الوضع في الجزائر معقدًا، مع استمرار أزماتها الداخلية وضعف تأثيرها على المستوى الدولي. هذه الديناميكية تُظهر تفوق المغرب الواضح في مختلف المجالات، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.