منبع الصحراء المغربية جريدة مستقلة شاملة وموقع إلكتروني شامل 24/24
إبراهيم بن مدان
يبدو أن العنف والإرهاب والتحريض على الآخرين تتداخل فيه عدة عوامل لكن أبرزها في الوقت الراهن هو استغلال القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي وجعلها وسيلة لزرع الحقد والطائفية والعنف في عقول الشباب، عوض حثهم على السلم والتعايش.
فما وقع في تل أبيب البارحة من عملية طعن في حق مواطنين مدنيين إسرائيليين من طرف شاب مغربي يحمل الإقامة الأمريكية هو نتيجة طبيعية لما تحدثنا عنه آنفا، فالشاب أتيحت له الفرصة ليعيش في أمريكا بلد الأحلام التي يحلم بالهجرة إليها الكثيرون، لكن عوض أن يستغل هذه الفرصة لتحسين مستواه المعيشي ومساعدة أسرته التي تعيش وضعا مزريا استقل طائرة متجهة لتل أبيب ليقوم بتفريغ تلك الكراهية والحقد التي تلقنها في الإعلام المعادي لليهود والذي يحرض عليهم صباح مساء.
ونحن هنا بالمناسبة ندعو المنتظم الدولي لعدم التسامح مع خطاب الكراهية والعنف والتحريض ضد الآخرين كيفما كان لونهم أو معتقدهم أو دينهم، لأن ترك المجال مفتوحا أمام هؤلاء المتطرفين يفرخ أمامنا شبابا مشحونا؛ عبارة عن قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في أي لحظة.
وعلى ذكر عملية تل أبيب البارحة لا يجب أن ننسى أن هنالك مواطنين يعيشون داخل إسرائيل إلا أنهم يحملون في داخلهم حقدا دفينا لدولة إسرائيل، ولأنهم لا يمتلكون الشجاعة والقوة لإظهار هذا العداء فهم ينتهجون سبلا أخرى للتعبير منتظرين حتى تتاح لهم الفرصة المناسبة لارتكاب العنف. وهنا وعلى سبيل المثال لا الحصر أتذكر (إعلاميا) وفنانا مغربيا يشتغل في دولة إسرائيل بإحدى القنوات الفضائية الناطقة باللغة العربية يدعى (س.ع) يسكن بإحدى المناطق تسمى كفر قرع داخل إسرائيل.
( س.ع) هذا متزوح من امرأة عربية لديها الجنسية الإسرائيلية وأبناؤه يحملون الجنسية ذاتها، لكن الملاحظ أنه يحمل حقدا وكرها شديدا اتجاه اليهود الذين يعيش بينهم، ووفروا له كل ما يطلبه من حياة كريمة لم يستطع توفيرها في بلده الأم المغرب، فهو يفعل المستحيل من أجل حث الشباب المغربي على كره إسرائيل واليهود كما أعرف يقينا وكما حكى لي بعض الأصدقاء المقربين ممن زاروا إسرائيل، ولم ينساقوا اتجاه إغراءاته وتلاعباته بالكلمات المنمقة التي تخاطب الآحاسيس والمشاعر.
فالإعلامي (س.ع) عوض أن ينشغل على تطوير نفسه كتابة وحديثا ومخاطبة للجمهور داخل المؤسسة الإعلامية التي يشتغل بها، ترك كل هذا، وأصبح متخصصا في حث الشباب على كره اليهود ودولة إسرائيل واصفا إياهم بالصهاينة المحتلين الذين اغتصبوا أرضا عربية على حد تعبيره، رغم أنه يعيش بينهم، ويأكل من خيراتهم، ويستفيد مما ابتكرته أيديهم.
هذه الإعلامي طبعا هو عدو لوحدة بلاده الترابية وخائن لثوابت الأمة التي تحضى بإجماع المغاربة قاطبة داخل أرض الوطن وخارجه، وهذا معروف وقد أصبح ينكشف أمره وتلاعباته مؤخرا، ونحن متأكدين أن الشمس لا يمكن إخفاؤها بالغربال سيأتي يوم تظهر فيه الحقائق معلنة عن نفسها أمام الملأ، لأن الحقيقة تظهر وتنكشف مع الوقت من تلقاء ذاتها على حد تعبير أحد الفلاسفة.
ونحن نرى أمثال هذا الإعلامي (س.ع) الذي يعيش في إسرائيل ويحرض عليهم صباح مساء، يحز في النفس كمية النفاق والازدواجية في التعامل والتي لا تمت لمهنة الإعلام الصادقة بصلة، فهو في قنواتهم الفضائية يهلل ويسبح لهم لكنه في الخفاء يحرض الشباب عليهم وعلى كرههم، وهنا تكمن الكارثة.
الإعلامي (س.ع) هو مثال حي للإعلام الطائفي المحرض على الآخرين الذين يخالفونه الدين والهوية والعرق، وبتحريضه الشباب على كره اليهود ودولة إسرائيل، فهو ينتظر فقط الفرصة المناسبة لإظهار هذه الأحقاد والضغائن، قد لا يستطيع الآن لأنه يعيش في إسرائيل ويشتغل في إعلامهم ولكن المستقبل قد يكون له قول آخر نتمنى ألا تتحق أمنياته.