المغرب وتعزيز حضوره داخل الاتحاد الإفريقي رغم تحديات الانتخابات

منبع الصحراء المغربية جريدة مستقلة شاملة وموقع إلكتروني شامل 24/24

 

متابعة : نورالدين لماع

شهدت انتخابات الاتحاد الإفريقي تطورًا مهمًا يعزز الحضور المغربي داخل المنظمة، حيث انتُخب *الجيبوتي علي محمود يوسف،* المدعوم من المغرب وحلفائه، رئيسًا للمفوضية الإفريقية. هذا الاختيار يعكس استمرار تأثير المغرب في صناعة القرار الإفريقي، خاصة أن جيبوتي تُعد من الدول الداعمة للوحدة الترابية للمملكة، إذ سبق لها فتح قنصلية في مدينة الداخلة تأكيدًا على موقفها الثابت من مغربية الصحراء.

*انتخابات في ظروف غير متكافئة وتأثير غياب دول صديقة للمغرب*
بالموازاة مع ذلك، اختُتمت الانتخابات الخاصة بمنصب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بعد ست جولات تنافسية حادة، حيث تنافست أربع مرشحات من شمال إفريقيا : المغربية لطيفة أخرباش، الجزائرية سلمى مليكة حدادي، المصرية حنان مرسي، والليبية نجاة الحجاجي . شهدت الانتخابات خروج المرشحة المصرية من الجولة الأولى، تلاها انسحاب المرشحة الليبية، مما جعل التنافس النهائي ينحصر بين المغرب والجزائر.
ورغم إعلان فوز المرشحة الجزائرية سلمى مليكة حدادي، إلا أن هذا الفوز لا يعكس واقع النفوذ الحقيقي داخل الاتحاد. فقد أُجريت الانتخابات في سياق غير متكافئ بسبب غياب ست دول إفريقية صديقة للمغرب، وهي *الغابون، النيجر، بوركينا فاسو، مالي، غينيا، والسودان ، نتيجة تعليق عضويتها. هذه الدول تُعد من الحلفاء التقليديين للمملكة، وكان من شأن مشاركتها تغيير موازين التصويت، *ما يطرح تساؤلات حول مدى شرعية النتائج المعلنة.*

*المغرب يرسخ نفوذه داخل مفوضية الاتحاد الإفريقي*
رغم عدم الفوز بهذا المنصب، يواصل المغرب حضوره القوي داخل الاتحاد الإفريقي. فإلى جانب فوز حليفه الجيبوتي بمنصب رئيس المفوضية، *يشغل المغربي فاضل سجيلماسي منصب المدير العام للمفوضية* الإفريقية، وهو ثالث أعلى منصب داخل المنظمة، مما يؤكد استمرار تأثير المملكة في آليات اتخاذ القرار داخل الاتحاد.

*محاولات جزائرية لتضخيم فوز إداري محدود التأثير*
تحاول الجزائر تصوير فوزها في هذه الانتخابات على أنه انتصار دبلوماسي غير مسبوق، رغم أن منصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية يبقى دورًا إداريًا أكثر منه سياسيًا، ولا يقارن بمنصب رئيس المفوضية، الذي يمثل مركز الثقل الحقيقي في الاتحاد.
وعلى العكس مما تحاول الجزائر الترويج له، فإن المغرب لا يزال يتمتع بنفوذ قوي داخل الاتحاد، مستندًا إلى تحالفات متينة، ورؤية دبلوماسية واضحة، ومكانة جيوسياسية راسخة تجعله أحد اللاعبين الرئيسيين في القارة الإفريقية.

*استراتيجية دبلوماسية مستدامة تعزز الحضور المغربي*
لا يُقاس النفوذ الدبلوماسي بالمناصب الإدارية فقط، بل بقدرة الدولة على التأثير في القرارات الاستراتيجية، وهو ما نجح فيه المغرب بفضل سياسته الإفريقية القائمة على التعاون الاقتصادي، والتكامل التنموي، والشراكات الثنائية المثمرة. المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تستمر في تعزيز علاقاتها الإفريقية من خلال مشاريع تنموية كبرى واتفاقيات اقتصادية ونهج دبلوماسي يرتكز على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

*خلاصة*
ما جرى في هذه الانتخابات لا يمكن اعتباره تغيرًا في موازين القوى داخل الاتحاد الإفريقي، بل مجرد نتيجة ظرفية تم استغلالها سياسياً. أما المغرب، فسيظل حاضرًا بقوة داخل المنظمة القارية، مدعومًا بحلفائه الاستراتيجيين، ورؤيته الطموحة لتعزيز التنمية والاستقرار في إفريقيا. فالنموذج المغربي في العمل الدبلوماسي الإفريقي أصبح أكثر رسوخًا وتأثيرًا، ولن تؤثر عليه نتائج انتخابية محدودة التأثير في معادلات السياسة القارية .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.