زاكورة بين الزراعة المستدامة وشبح استنزاف الماء “واحة زاكورة تحتضر”

منبع الصحراء المغربية جريدة مستقلة شاملة وموقع الكتروني شامل 24 24

 

سهام ايت معمر

 

في غياب التدبير السليم ووجود استنزاف كبير… حتما كل ذلك الذهب الأزرق سينفد، أيها الإنسان نحن نحتاج كل قطرة من الماء.

تقع مدينة زاكورة في الجنوب الشرقي للمملكة مما يجعل مناخها يغلب عليه الطابع الجاف وشبه القاحل عموما وأيضا تشكو منطقة زاكورة من قلة التساقطات الشيء الذي يجعل طقسها حار صيفا وجافا شتاء، كل هذه الأسباب أدت إلى ضعف الفرشة المائية في جل المناطق بغض النظرعن ضفاف درعة.

هذه الثروة النادرة أصبحت تؤرق ومضجع الساكنة لانعدامها أو عدم صلاحيتها في غالب الأحيان أو ارتفاع نسبة الملوحة بها.

ما زاد الطين بلة أن الاستنزاف غير المعقول لهذه الثروة الطبيعية زاد من ندرتها وفاقم من معاناة الساكنة مع هذه المادة الحيوية وكبّدها عناء البحث عنها بكل الطرق

شبح العطش يهدد ساكنة زاكورة

إن الفرشة المائية لإقليم زاكورة قد تناقصت بشكل كبير في السنوات الأربع الماضية. الشيء الذي فاقم مشكل الماء وزاد من تدهور وضعية الساكنة في علاقتها بالذهب الأزرق.

إن مشكل ندرة المياه بالإقليم ليس وليد اليوم إنما هو تراكم سنوات عجاف من الظروف الطبيعية القاسية وسوء التدبير بالإضافة إلى الاستنزاف الجائر لهذه المادة الحيوية مرورا بقلة التساقطات وعلى اعتبار أن وادي درعة شريان لم تقم واحة زاكورة باستغلاله بشكل يعيد الحياة لجثة الأرضي الزراعية فيها.

استنزاف الذهب الأزرق قطرة….قطرة

يتوفر إقليم زاكورة بغض النظر عن واحات النخيل التي تميزه على مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والتي تتميز بخصوبتها وانبساط شكلها باعتبار رجلها تقع إما

 

على سفوح جبل كيسان أو جبل باني وأحيانا أخرى على ضفاف وادي درعة كل هذه المعطيات شجعت الفلاحين والمستثمرين في القطاع الفلاحي لاستغلال هذه الأراضي من أجل إنتاج الخضر والفواكه بتقنيات الضخ العصرية المكلفة و الملوثة؛ وكذا استعمال وسائل سقي عصرية و متطورة مثل ” تقنية التنقيط” واستعمال الطاقة الشمسية لضخ المياه من باطن الأرض وقد ساعد مناخ زاكورة الحار جل شهور السنة للحصول على نتائج جيدة فيما يخص كمية المحصول الزراعي والجودة المتوخاة في الاستغناء عن البيوت البلاستيكية المعتمدة في المناطق الباردة.

 

استنزاف الماء قطرة بقطرة، صورة ميدانية لفريق الصحفيين الشباب لتقنية التنقيط.

هذه السطور تظهر تجليات هذه النقلة النوعية المتمثلة في ارتفاع نسبة الاستثمار الفلاحي وتوفير فرص الشغل من جهة وارتفاع نسبة الإنتاج الوطني من بعض الفواكه الموسمية.

من جهة أخرى تخفي في طياتها واقعا مريرا يتمثل في استنزاف الفرشاة المائية بشكل مخيف نظرا لتضاعف مساحات الأراضي المزروعة، لاسيما زراعة البطيخ الأحمر هذه الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفي، بحيث يتطلب الانتاج في الهكتار الواحد من 6000 الى 7000 لتر مكعب من الماء حسب احصائيات المديرية الجهوية للاستثمار الفلاحي.

هذا ما جعل عدد الثقوب الأرضية في تزايد مهول حيث أصبح يتجاوز عمقها حوالي 140 مترا إلى 160 مترا في غالب الأحيان.

صورة ميدانية لفريق الصحفيين الشباب ثقب أرضي مهجور لا يوجد به ماء يتجاوز عمقه 140 متر.

رغم أن تقنية التنقيط هي الوسيلة المعتمدة بنسبة تصل إلى 98% في كل الضيعات الفلاحية إلا أن شساعة الأراضي المزروعة تجعل أثر الاستغلال كبيرا جدا على الفرشة المائية.

علما أن الأراضي المزروعة تتمركز أساسا في منطقة ”الفايجة” ونواحيها التابعة لمنطقة زاكورة، ومن دوار ”تافرودست” إلى ما بعد دوار” بوزركان” التابعين لقيادتي ” بني زولي” وأيضا في بعض المناطق التابعة لنفوذ قيادة

تنزولين مثل” تاسمينغت ” ….

 

 

 

أكد في هذا الصدد ”ابرهيم الهاشمي” من دوار الزركان جماعة بو زروال والذي يشتغل كفلاح تقليدي لمدة تزيد عن 25 سنة،

”أكد أن مستوى الفرشة المائية تناقص بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأردف قائلا هذا ما جعل جل الفلاحين يلجؤون لحفر المزيد من الثقوب الأرضية بأعماق كبيرة للتزود بالماء الكافي للسقي، وأضاف أن نسبة هذا التناقص تزداد حدة في فصل الصيف ”

بالاعتماد على كل هذه المعطيات نستنتج مدى خطورة الوضع وخاصة في علاقته مع الساكنة بشح أهم مادة أساسية للحياة وأيضا في علاقته بالتوازن البيئي بالمنطقة ككل.

دور الإشارة إلى أن تقنين عملية استغلال الأراضي المزروعة أو بالأحرى تقنين استعمال الماء في الزراعة بصنفيها المعيشي استثمار سيؤثر إيجابا على الفرشة المائية.

و من أجل بيئة مستدامة من الواجب استغلال مياه السدود لتغذية الفرشاة المائية و تعميم زراعات صديقة للبيئة ومقتصدة للماء والابتعاد عن جميع الزراعات التي تستهلك المياه بكثرة وتشجيع الزراعات الواحيّة مثل زراعة النخيل ،وسن قوانين زجرية للمحافظة على الماء.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.